والحكمة: كل عمل ينجم من ورائه فائدة، وليس عبثاً في ذاته، فهو يدل على حكمة فاعله.
ومن أظهر الأدلة على هذا أن الله جل وعلا أخبر أنه خلق الثقلين لحكمة عظيمة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وقال في سورة أخرى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون:115]، فلما نزه الله جل وعلا خلقه وصنيعه عن العبث دل على أنه صنعه لحكمة، ويظهر من هذا أن الحكمة هي: أي عمل أو قول يوضع في وضعه الصحيح، فينجم عنه ثمرة عاجلة أو آجلة، دنيويه أو أخروية، وهذا شيء نسبي فكلما كانت فعال الإنسان أقرب إلى الثمرة في العاجل والآجل دلت على حكمته، وكلما كانت فعال الإنسان لا ثمرة لها عاجلاً أو آجلاً دلت على عبثه وخلوه من الحكمة.