قلبه به ويتفقد القطع والائتناف ويحرص على أن يفهم المستمعين في الصلاة وغيرها، وأن يكون وقفه عند كلام مستقر أو شبيه به وأن يكون ابتداؤه حسنًا ولا يقف على مثل {إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى} لأن الواقف هاهنا قد أشرك بين المستمعين، وبين الموتى والموتى لا يسمعون ولا يستجيبون وإنما أخبر عنهم أنهم يبعثون.
قال أبو جعفر ومن لم يعرف الفرق بين ما وصله الله جل وعز في كتابه وبين ما فصله لم يحل له أن يتكلم في القطع والائتناف، فقد ذكر بعض من ألف كتابًا في هذا أن الوقف {ألم يأتكم نذير قالوا بلى}، قال أبو جعفر: وهذا غلط لأنه لا ينبغي أن يبتدئ بما بعده فيحتاج القارئ أن ينظر أين يقطع وكيف يأتنف، فإن من الوقف ما هو واضح مفهوم معناه، ومنه مشكل لا يدري إلا بسماع وعلم بالتأويل ومنه ما يعلمه أهل العلم بالعربية واللغة، فيدري أين يقطع وكيف يأتنف.
قال أبو جعفر وسأبين إن شاء الله ما يقطع عنده ويحسن الائتناف بما بعده في هذا الكتاب وهو كتاب القطع والائتناف في القرآن العظيم.
[1/ 21]