(17) ونؤمن ونشهد أن الله سبحانه وتعالى ما خلق الخلق من ملائكة وجن وأنس وسماوات وأرض إلا ليعبدوه ويسبحوه، وأنه ما من شيء إلا وهو يسبح بحمده ويقدس له بلسان مقاله أو بلسان حاله.
(18) ونشهد أن كل من تأبى عن تقديس الله وعبادته من ملائكة أو جن أو أنس يطرده الله ويلعنه كائنا من كان، وأن من نازع الله في ألوهيته ودعا إلى عبادة نفسه أو عبادة غير الله يلعنه ويعذبه {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 29]
(19) ونؤمن أن العبادة التي لا يقبل الله من أحد غيرها هي الطاعة المطلقة لله سبحانه فيما عقل معناه وما لم يعقل معناه مع كمال الذل والخضوع والحب لله سبحانه.
(20) ونؤمن أن الدين الذي لا يقبل الله سواه من ملك أو جن أو إنس هو الإسلام {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] والإسلام هو الاستسلام لله بالطاعة والخضوع.
(21) ونشهد أنه سبحانه لما خلق الخلق جعل لكل شيء قدرا ومقدارا ومنزله. فللملائكة أقدارهم ومنازلهم، وللجن كذلك وللأنس كذلك وأوجب على أحد أن يلزم قدره ومقداره ومنزلته.
(22) ونشهد أنه سبحانه وتعالى أمر الجن والإنس بعبادته ولم يخلقهم إلا من أجل هذه العبادة وأنه ابتلاهم بالخير والشر، واختبر طاعتهم، وأن الجن والأنس كل منهم يكسب الخير والشر باختيار نفسه ولكن أحدا منهم لا يوقع الخير إلا بتوفيق من الله وإعانة، ولا يوقع الشر جبرا على الله ولكن في إطار إذنه ومشيئته.
(23) ونشهد أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم من طين هذه الأرض بيديه سبحانه، خلقا مستقلا، وأمر جبريل الذي هو روح الله أن ينفخ فيه فصار بشرا ينفخه جبريل، وأن ذلك كان في السماء، وأنه سبحانه أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس الذي أبى استكبارا وكفرا وعنادا ولذلك طرد الله إبليس من رحمته، وحذر آدم منه.
(24) ونشهد أن الله خلق حواء من ضلع آدم وجعلها زوجة له، واختبرهما الله بأن يأكلا من نكل ثمار الجنة إلا شجرة واحدة فأكلا منها فأهبطهما الأرض ليعمرها بنسلهم جيلا بعد جيل وليختبرهم فيها بالطاعة والإنابة والإسلام له، فمن أطاع أرجعه إلى الجنة ومن عصى فمصيره النار.