إن المنهج الذي فقهه علماؤنا عن ربنا ونبينا أنه يجب علينا أن نؤمن بالقدر، ولكن لا يجوز لنا أن نحتج به على ترك العمل، كما لا يجوز لنا أن نحتج به على مخالفتنا للشرع، وإنما يحتج بالقدر على المصائب دون المعايب.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: " العبد له في المقدور حالان: حال قبل القدر وحال بعد القدره.

فعليه قبل المقدور أن يستعين بالله ويتوكل عليه ويدعوه، فإذا قدر المقدور بغير فعله فعليه أن يصبر عليه أو يرضى به، وإن كان بفعله وهو نعمة حمد الله على ذلك، وإن كان ذنباً استغفر إليه من ذلك.

وله في المأمور حالان:

حال قبل الفعل، وهو العزم على الامتثال والاستعانة بالله على ذلك، وحال بعد الفعل وهو الاستغفار من التقصير وشكر الله على ما أنعم به من الخير. قال تعالى: (فاصبر إنّ وعد الله حق واستغفر لذنبك) [غافر: 55] أمره أن يصبر على المصائب المقدرة، ويستغفر من الذنب.

وقال تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) [آل عمران: 186] . وقال يوسف: (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) [يوسف: 90] .

فذكر الصبر على المصائب والتقوى بترك المعائب، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015