هي أعنف أزمة يمر بها امرأة في حياتها، فتنافح عنها وعن كرامتها حتى تحتفظ لها بسمعتها الطيبة وذكرها الجميل.

ومما أبر به صاحب هذه القصيدة أنه جعلها على لسان السيدة عائشة نفسها، فبعد المطلع الذي يوذن بمقصوده تخلص في البيت الثاني إلى إعطائها الكلمة، فجعلها هي التي تناظر وتفاخر وتدفع في نحور الأعداء بسلاح الحجة والبرهان الذي يطوقهم الخزي والعار. فلو أنها رضي الله عنها نطقت فعلًا بشعر في الموضوع لما زادت على ما احتوته هذه القصيدة، وهي من هي قوة بيانٍ وشدة عارضة.

وهذا مما يدل على بلاغة منشئها، ومقدرته البيانية وتمكنه من صناعة الشعر، فضلًا عن رسوخ قدمه في المعرفة بعلم الحديث والسيرة النبوية والتاريخ وسائر العلوم الإِسلامية".

ولا يعزب عنك أيها القارئ ما مرَّ في سماع الزَّبيدي لها أنه ذكر: أن الأفضل وزير مصر السني (?) أجاز ناظمها بمائة دينار لمَّا بلغته.

ثالثًا: تخميسها

ومما يدل على العناية بها أن الشيخ عبد الحميد قُدْس المكي المتوفى سنة (1334 هـ) (?) قد خمَّسها بعنوان "بُلوغ السَّعد والأمنية في مدح سيدتنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015