أَنْ يقتلَ كَلْبَها، وفي الوقتِ نفسِه استحيا كلابَ الأَغنياءِ للصيْد؟
ثم إِنَّ الكلابَ كانتْ في بيتِ محمدٍ وفي المدينة، قبلَ قَتْلِ الكلاب، فكيفَ كان جبريلُ يأتي محمداً قبلَ قتْلِها؟
إِنْ كانَ جبريلُ يكرهُ الكلابَ، أَلا نقول: إِنَّ الذي كانَ يأتي
محمداً أَوَّلاً هو غيرُ جبريل؟ ".
إِنَّ ما ذَكَرَه الفادي المفترِي أُسطورةٌ مكذوبة، فلم يكنْ في بيتِ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَلْب، ومن ثم لم يحدثْ أَن امتنعَ جبريلُ من الدخول بسببِ الكلب، ولم يأْمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أَبا رافعٍ بقَتْلِ جميعِ الكلابِ في المدينة.
وإِذا كانت القصةُ مكذوبةً باطلة، فكلُّ ما بناهُ الفادي المفترِي عليها من
نتائج فهو باطلٌ مردود.
***
قالَ اللهُ - عز وجل -: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) .
تُخبرُ الآيةُ أَنَّ عيسى - عليه السلام - بَشَّرَ بالنبيِّ الخاتمِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ولكنَّ الفادي المفتري لم يأخُذْ بما قَرَّرَتْه الآية، وسَجَّلَها تحتَ عنوانَ: " لم تَتَنَبَّأ التوراةُ به ".
وزَعَمَ أَنَّ القرآنَ يَشهدُ بحفظِ وسلامةِ التوراة، وأَوردَ آياتٍ لم يَفْهَمْ معناها
الصحيح.
قال: " يَشهدُ القرآنُ أَنَّ التوراةَ حُفظَتْ صحيحة سليمةً من كُلّ تحريفٍ
إِلى أَيامِ المسيح، قال في سورةِ آل عمران (48) : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) ..
وشهدَ القرآنُ في مواضعَ كثيرة أَنَّ التوراةَ بَقيتْ بغيرِ تحريف، من وقْتِ المسيحِ إِلى وقْتِ محمد، قال في سورةِ آلِ عمران: