هل مات الرسول - صلى الله عليه وسلم - مسموماً؟

ذَكَرَ الفادي الجاهلُ عِنواناً مُثيراً هو: " موتُه بتأثيرِ السّمّ ".

وسَجَّلَ تحت هذا العنوانِ قولَه تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا) .

ثم نَقَلَ الفادي عن البيضاويِّ معنى هذه الآية، ومناسبةَ نُزولها، وحادثةَ

اعتداءِ المشركين على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في غَزوةِ أُحُد، وما أَشاعوهْ من أَنه قد قُتِلَ، وتَأَثُّرِ بعضِ الصحابة بما سمعوه، حتى حَزِنَ بعضُهم وأَلْقى السلاح.

ثم ذَكَرَ قصةَ الشاةِ المسمومة التي حَشَتْها اليهوديةُ في غزوةِ خَيْبَرَ، وقَدَّمَتْها للرسول - صلى الله عليه وسلم -، محاوِلةً قَتْلَه.

وخَرَجَ الجاهلُ منها بأَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - ماتَ مسموما" (?) .

صَحيحٌ أَنَّ المرأةَ اليهوديَّةَ سَمَّمَتْ شاةً ثم شَوتْها وقَدَّمَتْها للرسولِ - صلى الله عليه وسلم -، وكَثرَتْ من السُّمِّ في الكَتِفِ؛ لأَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كان يُحبُّ الكَتِف..

ولما قُدِّمَ الكتفُ للرسول - صلى الله عليه وسلم - وَضَعَ في فَمِه لقمةً منها وَمَضَغَها، ثم لَفَظَها وأَخْرَجَها ولم يَبْلَعْها، وقال: إِنَ هذا الذراعَ يُخبرُني أَنه مسموم..

وقد تناول بِشْرُ بنُ البراءِ - رضي الله عنه - لُقمةً منه وابتعلها، وماتَ فوراً من شدةِ وقوةِ السّمّ.

واستدعى الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - اليهودية، وقالَ لها: ما حَمَلَكِ على ما صَنَعْتِ؟

قالَتْ: يا أَبا القاسم، إِني كنتُ أَعلمُ أَنك إِنْ كنتَ رسولاً فسيحْميك اللهُ، وإِنْ كنتَ كاذباً متَّ واسْتَرَحْنا منك!.

وأَمَرَ بها رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقُتِلَتْ قِصاصاً؛ لأَنها قَتَلَتْ بِشْرَ بنَ البراء بن معرور - رضي الله عنه - بالسّمّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015