وهذا معناهُ أَنَّ " السّامريّين " مجموعةٌ من الإِسرائيليّين، قد يكونونَ فَرْعاً من
قبيلةٍ إِسرائيلية، ولعلَّهم سُمّوا بهذا الاسم نسبةً لاسْمِ " السامريّ "، ولعلهم كانوا من ذريةِ ذلك السَّامريِّ الذي عاقَبَه موسى - صلى الله عليه وسلم - بسببِ صنعِه العجل، والذي لا نعرفُ كَيفَ كانَتْ نِهَايَتُه، فإذا كان أولادٌ وإخوةٌ وأقارب، فمن الممكنِ أَنْ يُسَمّوا " السّامريّين "، وأَنْ يَكونوا مَعْروفينَ بهذا الاسمِ من أيامِ موسى - صلى الله عليه وسلم!!.
ولما دَخَلَ بنو إِسرائيلَ أَرضَ فلسطينَ المقَدَّسَة، كانتْ منطقةُ نابلس تُسَمّى
أَرضَ شكيم الكنعانية، وسُمِّيَتْ أَرضَ السّامرة بعدَ ذلك، وهو اسْم إِسرائيليّ عِبريّ، ولعلَّ لعشيرةِ السّامريّين، المتولدةِ عن السّامريِّ صانعِ العجلِ دَوْراً في تسميةِ المنطقةِ بالسّامرة، ولعلَّهم أَقاموا في المنطقة، فسُمِّيَتْ باسمِهم!!.
فلا معنى لاعتراضِ الفادي على السّامريِّ في القرآن، واعتبارِهِ خَطَأً
تاريخيّاً في القرآن، فالسّامريُّ أَصْل للسّامريّين والسامرة، وُجِدَ قبْلَهم في الزَّمان.
ومعنى " السّامرة " في اللغةِ العبرية: " مركزُ المراقبةِ والحِراسَة ".
جاءَ في كتابِ " قاموس الكتاب المقدس ": " السّامرة: اسْم عبرانيٌّ معناه:
مركزُ الحارس.
وهي عاصمةُ الأَسباطِ العشرة، أَثناءَ أَطولِ مُدَّةٍ في تاريخِهم..
والمدينةُ واقعة على تَلّ، وسُمِّيَتْ " مكانَ المراقبة " ...
وتقعُ مدينةُ السامرة - أو سبسطية - على تَلٍّ على مسافةِ خمسةِ أَميالٍ ونصف شمالَ غربِ شكيم ...
والسّامرةُ أَيضاً اسْمُ الإِقليمِ الذي عاصِمَتُه مدينةُ السامرة، وهو الذي احتلَّه
الأَسباطُ العشرةُ، والسامرةُ اسْمُ المملكةِ الشمالية..
والسّامريّون هم السكانُ المتَّصلونَ بالمملكةِ الشمالية.. ".
إِنَ ما قالَه القرآنُ عن السّامريّ هو الحَقُّ والصواب، ولا خطأَ فيه، ولا
اعتراضَ عليه، فهو قَبْلَ السّامريّين في التاريخ، وهم من نسْلِه وذريته، ولذلك حَمَلوا اسْمه، ولما أَقاموا في تلكَ المنطقةِ سُمِّيَتْ باسمِهم، فالصلةُ بين
السّامريّ والسّامرةِ والسّامريّين وثيقة!!.