الأَمثلةِ، لمعرفةِ وقَاحَتهِ وإِجرامِه.
قالَ فَضَّ اللهُ فاه: " وما أَكثرَ القتالَ وحوادثَ الغَدْرِ والقتلِ المروّعَة، التي جَرَتْ في التاريخِ الإِسلامي، أَسوةً بمؤسِّسي دينهم، ويَكْفينا أَنْ نَذْكرَ قولَ عليِّ بن أَبي طالب:
السَّيْفُ والخَنْجَرُ ريحانُنا ... أُفٍّ على النّرْجُسِ والآسِ
شَرابُنا دَمُ أَعْدائِنا ... كَأسُنا جُمْجُمَةُ الرَّاسِ
والفادي مجرمٌ كاذبٌ في ما قال، وعليُّ بنُ أَبي طالب لم يَقُلْ ذلك
الكلام، وسيرةُ الصليبيّينَ الإِجراميةُ هي المظهرُ العمليُّ لهذا الكلامِ الحاقد،
فَهم الذي سَفَكوا دماءَ المسلمين، وشربوها في جَماجم رُؤوسهم.
ويَكْفينا تَذَكُّرُ ما قالَه شاعرٌ مسلمٌ يَنتقدُ ما فعلَه الكفارُ الصليبِيون ضدّ المسلِمين:
مَلَكْنا فكانَ العَدْلُ مِنّا سَجِيَّةً ... فَلَمّا مَلَكْتُمْ سالَ بِالدَّم أَبْطَحُ
ويَكفيكُم هذا التَّفاوُتُ بَيْنَنا فَكلُّ إِناءٍ بِالذي فيه يَنْضَحُ
***
عبدُ الله بنُ أُمِّ مكتومٍ - رضي الله عنه - رجلٌ من السابقينَ إِلى الإِسلام، وكانَ أَعْمى، ووقعَتْ له حادثةٌ مع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وعاتَبَهُ اللهُ عليها في القرآن.
ووقفَ الفادي المفترِي أَمامَ الحادثة، وجعلَ هُجُومَهُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - تحتَ عنوان: " يَحتقرُ الأَعْمى "!.
ذَكَرَ الآياتِ الأُولى من سورةِ عبس: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) .
ثم بَثَّ سُمومَه قائِلاً: " رُوي أَنَّ ابنَ أُمِّ مكتوم أَتى محمداً، وهو يَتكلمُ مع
عُظماءِ قريش، فقالَ له: أَقْرِئْني وعَلِّمْني مما عَلَّمَكَ اللهُ، فلم يلتفتْ محمدٌ إِليه،