والاضطرابِ في القرآن.

وقالَ في اعتراضه: " قال محمد: " هذا القرآنُ أُنزلَ على سبعةِ أَحرف، فاقرؤوا ما تيسَّرَ منه "..

قال محمدٌ هذا الكلامَ لعمرَ بن الخطّاب، لَمّا جاءَه عمرُ بهشامِ بنِ حكيم وقد لَبَّبَهُ بردائِه، لما سمعَهُ يقرأُ سورةَ الفرقان على غيرِ ما أَقرأَها محمدٌ لعُمَر.

فقالَ عمرُ: يا رسولَ الله! إِني سمعتُ هذا يقرأُ سورةَ الفرقانِ على حروفٍ لم تُقْرِئْنيها..

فقال له محمدٌ: " اقْرأَ يا هشام ".

فقرأَ عليه القراءةَ التي سمعَه عمرُ يقرؤُها.

فقال محمد: " هكذا أُنزلَتْ! "

ثم قالَ محمد: " اقرأْ يا عمرُ ".

فقرأَ بقراءَتِه التي أَقرأَه بها محمد، فقالَ محمدٌ: " هكذا أُنزلَتْ! " ثم قالَ: " إِنَّ هذا القرآنَ أُنزلَ على سبعةِ أَحرف، *

فاقرؤوأ ما تيسَّرَ منه! ".

قالَ المفَسِّرون: سبعةُ أَحْرف.

أَيْ: سبعةُ أَوْجُهٍ مختلفة، أَو سبعُ قراءاتٍ مختلفه ".

القصةُ التي ذَكَرَها الفادي صحيحة، وقد أَجازَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - قراءهً هشامِ بنِ حكيم، وأَجازَ قراءةَ عمرَ بنِ الخطاب - رضي الله عنه -، لأَنه أَقْرَأَ كُلَّ واحدٍ بما قرأَه، وكان الخلافُ بينَ قراءةِ هشام وقراءةِ عُمَر قليلاً، وعَلَّلَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - الاختلافَ

بينهما بأَنَّ اللهَ أَنزلَ القرآنَ على سبعةِ أَحْرُف، وأَنه يَجوزُ قراءةُ القرآنِ بأَيِّ

حرفٍ منها، وكلٌّ من عمرَ وهشامٍ قرشيٌّ، ومع ذلك قرأَ كُلُّ واحدٍ بقراءةٍ

تَعَلَّمَها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.

والأَحْرفُ السبعةُ توقيفيةٌ، ولَيستِ اجتهاديةً باجتهادِ واختيارِ الصحابة،

اللهُ هو الذي أَنزلَها للتيسيرِ على الناس، وأَجازَ القراءةَ بأَيِّ حرفٍ منها.

والراجحُ أَنَّ الأَحرفَ السبعةَ هي " وُجوهُ التغايرِ السبعة " في قراءةِ الكلمةِ

القرآنية، بمعنى أَنَّ أَقْصى وجوهِ التغايرِ في قراءةِ الكلمةِ القرآنيةِ هو سبعةُ وجوه.

ومُعظمُ كلماتِ القرآنِ تُقرأُ على حرفٍ واحد، وبوَجْهٍ واحدٍ فقط، لكنَّ

بعضَها قد يُقرأُ على حرفين أَو ثلاثة، ولا تَزيدُ أَوجُهُ قراءَتِه عن سبعةِ وُجوه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015