ومعظمُ آياتِ القرآنِ محكَمات، والآياتُ المتشابهاتُ آياتٌ

قليلةٌ جدّاً.

والمحكَمات هنَّ أُمُّ الكتاب، والأَصْل الواضحُ الذي يَجبُ

حملُ الآيات ِ المتشابهاتِ عليها، لإِحسانِ فهمِها ومعرفةِ مَعْناها.

والمحكَماتُ واضحاتُ الدلالة، لا لَبْسَ ولا غُموضَ فيها، ولا إِشكالَ عليها.

أَمّا المتشابهات فإِنّ فيها لَبْساً وإِشكالاً، ومَعْناها غيرُ واضحٍ وُضوحَ معنى المحكَمات، ويقفُ العلماءُ أَمامَها باحِثينَ متفكِّرين، ويَجبُ عليهم أَنْ يَحْمِلوها على الآياتِ المحكمَات، لِيُزيلوا اللَّبسَ عنها، ويُحْسِنوا معرفةَ

مَعناها.

ولا يَستحيلُ معرفةُ معنى الآيات ِ المتشابهاتِ كما ادَّعى الفادي المفْتَري، فإِنَّ معرفةَ معناها ممكِنَة، بل هي واجبة، لأَنه يَجبُ علينا معرفةُ كُلِّ معاني القرآن، ولم يُخاطبنا اللهُ في القرآنِ بشيءٍ لا نَعرفُ معناه، فقد أَنزلَه علينا

بلسانٍ عربيٍّ مُبين، وأَوجبَ علينا فَهْمَه، وتَدَبُّرَه، فكلُّ ما في القرآن مَفهومُ المعنى، ومنه الآيات ُ المتشابهات.

لكن معرفة معنى الآيات المتشابهات يحتاج إلى مزيد من النظر والتفكر والبحث، لأَنها ليستْ بوضوحِ الآياتِ المحكَمات، ولَنْ يُعْرَفَ معناها بدقَّةٍ وإِتْقانٍ إِلّا بَحَمْلها على أُصولِها من الآياتِ المحْكَمات، وهذا ممكنٌ يتمُّ على

أَيْدي الراسخين في العلم.

وهناكَ أَشخاصٌ في قلوبِهم مَرَض، من أَمثالِ هذا الفادي المفتري المجرم، يَتركونَ الآياتِ المحكَماتِ الواضحاتِ الكثيرة، ويَبْحَثونَ عن الآياتِ المتشابهاتِ القليلة، بهدفِ فتنةِ المؤمنين، وتَشكيكِهم في القرآن، ويُثيرون

الشبهاتِ والإِشكالاتِ على معاني الآيات ِ المتشابهات، ولو حَمَلوا الآياتِ المتشابهاتِ على أُصولِها المحكماتِ لأَحْسَنوا فهمَ تلك المتشابهات.

إِذنْ معرفةُ معنى الآياتِ المتشابهاتِ ممكنةٌ بل واجبة، والمؤمنُ يَتعاملُ معها بوعْي عقلي، ولا يُسلمُ بها تَسليماً أَعمى، كما ادَّعى هذا الفادي الأَعْمى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015