الصَّلْب، وشعارُه الصليب..

وقد يقولُ لنا قسّيسٌ جاهِلٌ مثلُ هذا الفادي: لماذا

لا تُصَدّقونَ قرآنَكم أَيها المسلمون، وهو يُصرحُ بأَنَّ عيسى توفَّاهُ الله، ومعناهُ أَنه ماتَ، وخرجَتْ روحُه على الصليب!!.

نقولُ لهؤلاء: حتى نَفهمَ هذه الآيةَ التي فيها تَشابُهٌ ولَبْس وغموض، لا بُدَّ

أَنْ نَحملَها على آيةٍ محكَمَة، هي لها أُمٌّ وأَصْلٌ، لإزالةِ لَبْسِها وغُموضِها " وهي قول الله تعالى: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) .

إِنّنا نوقنُ بما صرَّحَتْ به هذه الآية ُ المحكَمَة، من أَنَّ اليهودَ لم يَقْتُلوا

عيسى - عليه السلام - ولم يَصْلُبوه، والذي قَتَلوهُ وصَلَبوهُ شخْصٌ آخرُ شُبِّهَ لهم، ورَفَعَ اللهُ عيسى حَيّاً إِلى السماء، بروحِه وجِسْمِه، وهو الآنَ حَيٌّ عندَ الله، بروحِه وجِسْمِه.

وعندما نَحْملُ قولَه: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) على قوله: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) نقول: المرادُ بالتَّوَفّي هو القبضُ والتَّغييبُ، وذلك

عن طريقِ النوم، أَيْ: أَلْقى اللهُ على عيسى - عليه السلام - في تلك الليلةِ النَّوْمَ، وتوفَّاهُ وهو نائم، أَيْ غَيَّبَهُ وقَبَضَه وهو نائم، ورفَعَهُ إِليه وهو مُتَوفّى نائمٌ.

***

حول التكرار في القرآن

أَثارَ الفادي الجاهلُ إِشْكالاً حولَ التكرارِ في القرآن، تحتَ عنوان

" الكلامُ المتكرر "، واعتبرَ هذا الكلامَ عَيْباً وخَلَلاً، وداعياً إلى المَلَل، وقالَ

في آخِر اعتراضِه: " ونحنُ نسأل: أَليسَ في هذا التكرارِ عيبُ الخَلَلِ والملل،

والبُعْدُ عن ضُروبِ البلاغة؟ " (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015