أَو اختلافاً أَو اضطراباً..
وعدمُ وجودِ ذلك فيه دَليل على أنه من عندِ الله، ولو كان من عندِ غيرِ اللهِ لما سَلِمَ من هذه العيوب.
وقد تحدّى القرآنُ الكفارَ أَنْ يَجدوا اختلافاً وتناقضاً فيه، ودَعاهُم إِلى
إِمعانِ النظر، وإِطالةِ التدبُّر..
واستمرَّ التحدي منذُ نزولِ القرآنِ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما زالَ التحدي مستمراً خمسةَ عَشَرَ قَرْناً، وسَيبقى مستمراً
حتى قيامِ الساعة.
ونَظَرَ الكفارُ في القرآن، وتدبَّروه، وادَّعوا أَنهم وَجدوا فيه اختلافاً
وتناقضاً..
وقَدَّموا ما زعموهُ..
وعندما نظر العلماء في ما قدموه وَجدوهُ تافِهاً، يمكنُ الرَّدُّ عليه بمنتهى السهولة.
ومن هؤلاءِ الكفارِ الفادي المفترِي، الذي ادَّعى أَنّه وَجَدَ اخْتِلافاً
وتَناقضاً كَثيراً في القرآن.
ولذلكَ قالَ بعدَ أَنْ ذكرَ الآيَةَ السابقة: " ولكنّنا نجِدُ فيه التناقضَ الكثير ".
ثم سَجَّلَ المفترِي خمسةَ عَشَرَ موضوعاً في القرآن، ادَّعى أَنَ القرآنَ
متناقضٌ في حديثِه عن كلِّ واحدٍ منها، وكانَ يَضَعُ عمودَيْن ليبيِّنَ التناقضَ في
القرآن، يجعلُ في العمودِ الأَولِ الآياتِ التي تتحدَّثُ عن الموضوع، ويجعلُ
في العمودِ المقابلِ الآياتِ التي تتناقضُ مع الآياتِ المقابلة.
والموضوعاتُ التي ادعى تناقضَ القرآنِ في حديثِه عنها هي: تَبديلُ
وتَغييرُ كَلامِ اللهِ في القرآن.
ومقدارُ اليومِ عند الله.
ووقوعُ الشفاعةِ في الآخرة..
وعَدَدُ أَهْلِ الجنة..
وأَيُّ دينٍ هو المقبولُ عندَ الله..
والصفحُ عن المخالفين..
والنهيُ عن الفحشاء..
والقَسَمُ بمكَّة..
والنهيُ عن النفاق..
والنهيُ عن الهوى..
والموقفُ من الخمر..
والموقفُ من الكفار..
وكيف كانت نهايةُ فرعون..
وخَلْقُ الأَرض والسماء..
والإِحكامُ والتشابهُ في القرآن.. (?)
وسوفَ ننظرُ في الآيات ِ التي زَعَمَها متناقضة، ونَرُدُّ زعمَ التناقَضِ
فيها بعونِ الله..