(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) .
بعدما ذَبَحوا البقرة، أَخذوا قطعةَ لَحْمٍ منها، وضرَبوا القَتيل بها،
فأَحياهُ الله، وعَرَّفَ على قاتِلِه ثم مات.
وهذا غيرُ معقول عند الفادي الجاهل، لأَنه يَظُنُّهُ فِعْلاً عاديّاً، كباقي
أَفعال البشر..
لأَنه لا يُفَرِّقُ بينَ الفعلِ البشريِّ العادي، وبين المعجزةِ الربانية، التي يُجريها الله، ويَجعلُها آيةً لعباده، وهذه المعجزةُ لا بُدَّ أَنْ تكونَ
خارقةً لعاداتِ البشر!.
***
وَقَفَ الفادي المفترِي أمامَ قولِ اللهِ - عز وجل - (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) .
ونَقَلَ كلامَ البيضاوي في تفسيرِ الآية، الذي ذَكَرَ فيه بعضَ الرواياتِ عن
الرعد، بأَنه مَلَكٌ من الملائكة، ومعه مخاريقُ من نارٍ يَسوقُ بها السَّحاب،
والبرقَ بأَنه مَلَكٌ آخُر من الملائكة!.
وعَلَّق الفادي على ما نَقَلَه عن البيضاويِّ بقولِه: " ونحنُ نَسأل: إِذا كانَ
الرعدُ والبرق من الظواهر الطبيعيةِ الناتجةِ عن احتكاكِ السَّحابِ ببعضها،
فكيفَ يقولونَ إِنها ملائكة؟! ".
إِنَّ البرقَ والرعدَ من الظواهرِ الطبيعيةِ الجوية، ولَيْسا مَلَكَيْنِ من الملائكةِ
يَسوقانِ السحاب، وما نَقَلَه البيضاويُّ في تفسيرِه إِنما هو أَقوالٌ ذَكَرَها بعضُ
السابقين، الذين لا يُقَدِّمونَ الدليلَ على ما يَقولون، ولا يَتَحَرَّونَ الدقةَ فيما
يَنْقُلون..
وما نَقَلَه من أَحاديث عن رسولِ الله - عليه السلام - لم تَصحّ.