شخصيةٌ لسليمانُ - عليه السلام -، يُسافِرُ عليها إِلى مختلفِ البلدان، ولذلك قال: " ما هو الهَدَفُ من كُلِّ هذا؟
وماذا عادَ على بني إِسرائيل ومملكةِ اللهِ من كُلِّ هذا؟ ".
ونقول للفادي: المستفيدُ من هذه الريحٍ هم بنو إِسْرائيل، ولم تكن الريحُ
تَطيرُ بسليمانَ - عليه السلام - وعرشِه وكرسِيِّه، إِنما كانتْ تأَتي بالغيثِ والمَطَر، وتَحملُ معها الرّخاءَ والخصْب..
وكانت تبقى ومعَها الغيثُ فوقَ الأَرضِ المباركةِ مُدَّةً طويلة، متمثلةً في منخفضٍ جَوِّيٍّ عمَيق، وتستمرُّ شهراً في غُدُوِّها، وشهراً في رَواحِها، نعمةً من اللهِ على سليمان - عليه السلام - وقومِه.
***
اعترضَ الفادي المفترِي على سورةِ الفيل، التي تَحدثَتْ عن أَصحابِ
الفيل، وسَجَّلَ اعتراضَه وتساؤُلَه تحتَ عنوان: " الطيرُ تُحاربُ بالحجارة "!.
وأَخَذَ من تفسيرِ البيضاويِّ خُلاصَة حادثةِ أَصحابِ الفيل، التي أَشارَتْ
لها السورة، والمعروفةُ للباحثين والدارسين..
ثم عَلَّقَ على ذلك بإِثارةِ أَسئلةِ تافهة، فقال: " ونحنُ نسأل: كيفَ آثَرَ الفيلُ أَنْ يُعاوِنَ الوثنيّين، ويَهْرُبَ من معاونة المسيحيّين، فكلَّما وجَّهوه لكعبةِ الأَوثانِ رَفَضَ السير، وكلَّما وَجَّهوهُ إِلى اليمنِ هَرْوَل؟
وكيفَ أَدركت الطيرُ ذلك، فاشتركَتْ في الحربِ معِ الوثنيِّين
ضدَّ المسيحيّين؟
وكيف تفاهَمت جماعاتُ الطير، وعرفَتْ مكانَ المعركة، وأحضرت الحجارة، وملأَتْ أَفواهَها وأَرجلَها، ورمَتْ بها جيشَ المسيحيينَ دون الوثنيّين؟
وكيفَ انحازَ الرَّبُّ للفيلِ وللطيرِ، ولأَصحابِ الكعبةِ الوثنيين
ضدَّ المسيحيين؟
وكيفَ يَنزل الحجرُ الذي هو أَصغرُ من الحمصةِ من فمِ الطائرِ
إِلى رأْسِ الرجلِ، فيخرقُ رأْسَه وعنُقَه وصَدْرَه وبَطنَه، ويَخرجُ من دُبُرِه؟! ".