فلماذا يقول: إِنَّ الرعدَ هو أَحَدُ الملائكة؟ ! " (?) .
لم يكن الفادي أَميناً في النقلِ عن البيضاوي.
حيث أسقط من كلامِه قِسْماً مُهِمّاً، وأَبْقى قِسْماً يوافقُ هدفَه في تخطئةِ القرآنِ.
قالَ البيضاويُّ: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ) : أَيْ: يُسَبحُ سامعوه.
(بِحَمْدِهِ) : ملْتَبِسين به، فيضجّونَ بسبحانَ اللهِ والحمد لله أو يدلُّ الرعدُ بنفسِه على وحدانيةِ الله وكمالِ قدرتِه، ملْتَبِساً بالدلالةِ على فضْلِه ونزولِ رحمتِه ...
هذا هو رأيُ البيضاويِّ في معنى تسبيحِ الرعدِ بحمدِ الله، فإِمّا أَنْ يكونَ
المعنى أَن الناسَ الذين يَسمعونَ الرعدَ يُسَبّحونَ الله، ويكونُ تسبيحُهم ملْتَبِساً ومقروناً بحمدِ الله، فيقولون: سبحانَ الله والحمدُ الله، وإِمّا أَنْ يكونَ صوتُ الرعدِ دالّاً على وحدانيةِ اللهِ وكمالِ قُدرتِه، ملْتَبِساً بالدلالةِ على فَضلِ اللهِ ونزولِ رحمتِه.
وهذا هو التفسيرُ الصوابُ لتسبيحِ الرعدِ بحمدِ اللهِ، وهو الذي يَقولُ به
البيضا وي.
وبعدما قَرَّرَ البيضاويُّ التفسيرَ الصوابَ أَرادَ أَنْ يذكُرَ قولاً آخَرَ هو عنده
مرجوح، فأَوردَ روايةً عن ابنِ عباس رفعَها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ذَكَرَ فيها أَنَّ الرعدَ أَحَدُ الملائكةِ، يسوقُ السحابَ وهو يَذْكُرُ اللهَ ويسبِّحُه.
ونَسَبَ الفادي إِلى البيضاويِّ روايةً لم يوردْها في تفسيرِه، وهي التي
أَخرجَها الترمذيُّ في سننهِ، والتي فيها جوابُ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - لسؤالِ اليهودِ عن أَنَّ الرعْدَ أَحَدُ الملائكة، وصوتُ الرعدِ هو صوتُ الملَكِ يَزجُرُ به السحاب.
هذه الروايةُ لم تُذْكَرْ في تفسيرِ البيضاوي، وكان الفادي مفترياً عندما
زَعَمَ وُجودَها في تفسيره.
لم يذكر القرآنُ أَنَّ الرعْدَ مَلَكٌ يُسَبِّحُ اللهَ بلسانِه، - وأَنه يسوقُ السحاب،
ويَصْرُخُ فيه ويَزْجُرُه، وهذا الزجْرُ والصراخُ هو الصوتُ الذي نسمعُه منه!.