ومِنْ تَلاعُبِ الفادي وتحريفه زَعْمُه أَنَّ أَبا بكر شَتَمَ ابنَتَه عائشة - رضي الله عنهما -، وقالَ لها: " بُنَيَّة: في كلِّ سَفَرٍ تكونينَ بَلاءً وعناءً على الناس! ".
ولا أَدري من أَينَ جاءَ المفترِي بهذه العبارة.
مع أَنَّ عائشةَ - رضي الله عنها - كانَتْ موضعَ ثَناء، وانظرْ ما أَجْمَلَ ما قالَه أُسَيْدُ بنُ حُضيْرٍ - رضي الله عنه -: ما هي بأولى بركاتِكم يا آلَ أَبي بَكْر.
واللهُ حَكيم، فهو الذي قَدَّرَ أَنْ يُقطعَ عِقْدُ عائشةَ - رضي الله عنها -، وقَدَّرَ أَنْ يَبْرُكَ عليه البَعيرُ، وأَنْ يتَأَخَّرَ المسلمون في البحثِ عنه، وذلك ليضطروا إِلى التيمم، ويُنزل اللهُ عليهم برحمتِه آيةَ التيمم، واللهُ عليمٌ حكيم! لكن هذا معنى لا يَنتبهُ له الفادي؛ لأَنه محجوبٌ عن الله!!.
وقَدَّمَ الفادي حَديثاً غَريباً في التيمم، لا أَدْري من أَينَ جاءَ به، قال:
" جاءَ في الحديثِ: "الصَّعيدُ الطيبُ وضوءُ المسلم، ولو إِلى عَشْرِ سنين، حتى يَجِدَ الماءَ، وإِذا وَجَدَهُ فَلْيُمسَّه جِلْدَه"!!.
وزعمَ المفترِي أَنَّ عائشةَ - رضي الله عنها - خَرَجَتْ مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ أُخرى، وأَنها أَضاعَت فيها عِقْداً آخَرَ لها، وأَنَّ اللهَ أَباحَ للمسلمينَ التيمم: " وعن عائشةَ قالَتْ: لما كانَ من أَمْرِ عِقْدي ما كان، وقال أَهْلُ الإِفْكِ ما قالوا خَرَجْتُ مع محمدٍ في غزوةٍ أُخرى، فسقطَ أَيضاً عِقْدي، حتى حَبَسَ الناسَ عن التماسه..".
وعَلَّقَ المفترِي على هذه الحادثةِ بكلامٍ خَبيت، فقال: " ونحنُ نسأَل:
كانَتْ عائشةُ سببَ مشكلةٍ لمحمدٍ في الغزوةِ التي اتُّهِمَتْ فيها مع صفوانَ بن
المعَطّل، فلماذا أَخَذَها معه في غزوةٍ أُخرى؟! ".
وزَعَمَ الفادي المفترِي أَنهما حادثَتان مُختلفتان، أَضاعَتْ عائشةُ في كُل
حادثةٍ عِقْداً، وأَنزل اللهُ في كُلِّ حادثةٍ آية تبيحُ التيمم، وهذا جهلٌ منه، فلم تكنْ إِلّا حادثةً واحدة، وهي التي رَواها البخاريُّ ومسلمٌ عن عائشة - رضي الله عنها -.
وادَّعى المفترِي أَنَّ حادثةَ فَقْدِ العِقْدِ وإِنزال آيةِ التيمم هي نفسُ حادثةِ
حَديثِ الإِفْك، عندما اتَّهمَ المنافقونَ عائشةَ - رضي الله عنها -، وهو ادِّعاءٌ باطل، فحادثةُ فَقْدِ العِقْدِ غيرُ حادثةِ حَديثِ الإِفْك.