ولم يَفْهَم الجاهلُ معنى النسيء، ولذلك طَرَحَ سؤالاً دالّاً على جَهْلِه
وغَبائِه، فقالَ: " ونحنُ نسأَلُ: يُؤَزخُ جَميعُ العلماءِ بالسَّنَةِ الشمسية، التي تَفْرُقُ عن السنةِ القمريةِ شَهْرَ النَسيء؟
فهل في هذا كُفْرٌ؟
وكيفَ نَعتبرُ الحسابَ الفلكيَّ الطبيعيَّ كُفْراً؟.
كان الفادِي كاذِباً مَفْتَرِياً عندما زَعَمَ أَنَّ جميعَ العلماءِ يُؤَرِّخونَ بالسنةِ
الشمسية، فمن المعلومِ أَنَّ هناكَ تقويمَيْن للتاريخ: التقويمَ الشمسيَّ، وهو
الذي يَتبعهُ العالمُ الغربيُّ، والذي أَخَذَه عن الرومان..
والتقويمَ القمريَّ، وهو الذي أَرَّخَ به المسلمون، منذُ هجرةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى المدينة..
وإذا كان الغربيّون قد دَخَلوا في القرنِ الحادي والعشرين الميلاديّ الشمسي، فإِنَّ المسلمينَ قد دَخَلوا في الربع الثاني من القرنِ الخامس عشر الهجريِّ القمري.
وكانَ الفادي جاهلاً عندما جَعَلَ الفرقَ بينَ السنةِ الشمسيةِ والسنةِ القمريةِ
شَهْراً، أَيْ أَنَّ السنةَ الشمسيةَ تَزيدُ على السنةِ القمرية شهراً كاملاً!! وهذا ما لم يَقُلْه أَحَدٌ إ!.
إِن السنةَ الشمسيةَ تَزيدُ على السنةِ القمريةِ ما بينَ عشرةِ أَيامٍ إِلى أَحَدَ
عَشَرَ يوماً.
قالَ المؤرخُ الإِسلامِيُّ المعاصر أحمد عادل كمال في الفرقِ بينَ التقويم
الشمسيِّ والتقويم القمري: " يزيدُ اليومُ الشمسيُّ عن اليومِ القمريّ ثَلاثَ
دقائق، وخَمْساً وخمسين ثانية، وتسعةً في العشرةِ من الثانية! (9، 3: 55) !