ذكر المرفوع بعد المنصوب

قالَ اللهُ وَبَئّ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) .

خَطَّاَ الفادي الجاهلُ الآية، لأَنَّ كلمةَ (وَالصَّابِئُونَ) فيها مرفوعةٌ بالواو،

مع أَنها معطوفة على اسم " إِنَّ " المنصوب، ولذلكَ جَعَلَ عنوانَ تخطئتِه: " رَفْعُ المعطوفِ على المنصوب "، وهذا خَطَأ نحويّ؟

لأَنَّ المعطوفَ على المنصوبِ منصوب، وقالَ الجاهلُ في تخطئتِه: " وكانَ يجبُ أَنْ يُنْصَبَ المعطوفُ على اسم " إِنّ " فيقول: " والصابئين " كما فعلَ هذا في سورةِ البقرةِ وسورةِ الحج ... ".

لقد ذَكَرَ القرآنُ أَصحابَ الدياناتِ المعروفةِ في ثلاثٍ من سُوَرِه:

1 - قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

2 - وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .

3 - وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا ... ) .

ولا إِشكالَ على آيةِ سورةِ البقرة؟

لأَنَّ (الَّذِينَ آمَنُوا) في محلِّ نَصْب اسمِ " إنَّ " و (الَّذِينَ هَادُوا) معطوفةٌ عليها في محلِّ نَصْب، و (النَّصَارَى) معطوفةٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015