والعراق، طَرَدوا الرومانَ من مِصْرَ والشام، وجَعَلوها بلاداً إِسْلامية، وأَخْضعوا سُكّانَها لسلطان المسلمين، ولم يَضطهدوا النَّصارى فيها، ولم يُجْبِروهم على الدخولِ في الإسلام، لأَنه لا إِكْراهَ في الدين.

ومَكَّنوا النَّصارى من حريةِ الاختيارِ بدونِ إِكْراه، فدخَلَ معظمُهم في الإِسلام، والذين بَقوا على النصرانيةِ لم يَتَدَخَّلْ بهم المسلمون!.

ثم ما دَخْلُ هذا الكلامِ عن النَّصارى في بلادِ العرب بأَخطاءِ القرآن؟

والفادي خَصَّصَ كِتابَه لاكتشافِ وتَسجيلِ أَخطاءِ القرآن!!.

***

هل أكلت الشاة القرآن؟

ذَكَرَ الفادي المفترِي آيةَ سورةِ الحِجْرِ التي تَكَفَّلَ اللهُ فيها بحفْظِ القرآن،

وهي قولُه تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) .

وذَكَرَ خرافةً تَتَنَاقَضُ مع الآية، تَقومُ على أَكْلِ شاةٍ للوَرَقِ المكتوبِ عليه

القرآن!

قال: " روى ابنُ ماجه: قالَتْ عائشة: إِنَّ آيةَ الرَّجْمِ والرَّضاعةِ

نَزَلَتا ... وكانَ القرطاسُ المكتوبتانِ فيه تَحْتَ فِراشي.

وماتَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حينئذٍ، وفيما أَنَا مشغولةٌ بموتِه دَخَلَتْ بَهيمةٌ وأَكَلَت القرطاس "!.

وهذه خُرافةٌ مكذوبةٌ موضوعةٌ باطلة، لم تَرِدْ في حديثٍ صَحيح، وَرَدَّها

علماءُ الحديث.

ولا يَعْتَمِدُها إِلّا صاحبُ هوى مثلُ الفادي المفتري!!

وَهَب الحادثةَ حَصَلَتْ، وأَنَّ الشاةَ أَكَلَت الورقَ المكتوبَ عليه بعضُ آياتِ القرآن، الموجودِ في بيتِ عائشة، فهل معنى هذا أَنه ضاعَ بعضُ آياتِ وسورِ القرآن؟

التي أَكَلَتْها الشاة لم تَكُنْ هي النسخةَ الوحيدةَ المدوَّنَةَ من القرآن، بل كانَتْ

هناك عشراتُ النُّسَخِ في بيوتِ الصحابة، يمكنُ أَخْذُ الآياتِ المأكولةِ من أَيِّ

نسخةٍ منها! إِلّا إِذا هاجَمَت الغنمُ البيوتَ كُلَّها في وقتٍ واحد، وبَلَعَت النُّسَخَ كُلَّها في لحظةٍ واحدة!!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015