ليغفِرَ اللهُ له ذَنْبَه، وعليه أَنْ يجتنبَ الكبائرَ ليكُفِّرَ اللهُ له الصغائر، وعليه أَنْ

يُكْثِرَ من الحسناتِ التي تُذْهِبُ السيئاتِ.

وقد اعترضَ الفادي المتحاملُ على القرآنِ في تقريرِه أَنَّ الحسناتِ يُذْهِبنَ

السيئات، واعتبرَ هذا لا يَتفقُ مع عدلِ الله، ولا يُريحُ ضميرَ المسلمِ العاصي.

لِنقرأْ قولَه العجيب: " أَمّا قولُ القرآن: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) ، فهو لا يتفقُ مع قَداسةِ اللهِ وعَدْلِه، ولا يُعطي الضميرَ راحةً ولا سَلاماً

ولا شعوراً بفَرَحِ الغفران ".

وهذا تَوَقّحٌ من الفادي على القرآن، وتخطئةٌ صريحةٌ له، واتهامٌ له بأنه

لا يَتفقُ مع عدلِ اللهِ وقداستِه، ولا أَدري لماذا؟!

أَليس اللهُ الرحيمُ هو الذي قضى أَنْ تُذْهِبَ الحسناتُ السيئاتِ؟ !

وماذا في ذلك طالما أَنه أَمْرُ اللهِ وقَضاؤُه؟!

وهو الفَعّالُ لما يُريدُ سبحانه..

أَليس اللهُ هو العزيزُ الغفور، الذي يَغفرُ لمن يشاء؟

أَليس اللهُ هو التوَّابُ الذي يَتوبُ على عبادِه التّائبين؟

لماذا يَدَّعي المفترِي أَنَّ هذا كلَّه لا يَتفقُ مع عدلِ الله؟!.

وادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ مفهومَ الذنبِ والتوبةِ والاستغفارِ في الإِسلام لا

تُعطي ضميرَ المسلمِ راحةً ولا سَلاماً ولا فرحاً..

وقد نَقَلَ أَقوالاً عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه، كأَبي بكرٍ وعمرَ وعلي - رضي الله عنهم -، تُعَبِّرُ عن ما كانوا يَعيشونَه من قَلَقٍ

واضطرابٍ واكتئابِ وإِحباط..

وهذه الأَقوالُ مكذوبةٌ لم تَصْدُرْ عنهم، أَو لعلَّ

بعضَها صَدَرَ عنهم لَكنَّ الفادي المفترِي أَساءَ فَهْمَها وتأْويلَها وتفسيرَها.

***

ما هي مصادر القرآن البشرية؟

يَرى الفادي المفترِي أَنَّ القرآنَ ليس كلامَ الله، وِإنما أَخَذَهُ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من مصادِرَ بشريةٍ حولَه! وزَعَمَ أَنَّ القرآنَ لا يَثبتُ أَمامَ التدبرِ والبحثِ والفحص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015