زَعَمَ " الفادي " أَنَّ القرآنَ أَخطأَ في حديثِهِ عن مَغيبِ الشمس، حيثُ أَخبرَ
أَنَّ الشمسَ تَغيبُ في بئْرِ ماء!.
وذلك في قولهِ تعالى عن رحلةِ ذي القرنَيْنِ الأُولى نحوَ مغربِ الشمس:
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ... ) .
نَسَبَ الفادي إِلى " البيضاويِّ " أَنه قالَ في تفسيرِه عن ذي القرنين: " إِنَّ
اليهودَ سأَلوا محمداً عن إِسكندر الأَكبر؟
فقال: إِنَّ اللهَ مَكَّنَ له في الأَرض، فسارَ إِلى المكانِ الذي تَغربُ فيه الشمس، فَوَجَدَها تغربُ في بئرٍ حَمِئَة، وحولَ البئْرِ قومٌ يَعْبُدونَ الأَوثان! ".
هل كان الفادي أَميناً في النقلِ عن البيضاوي؟
هل هذا الكلامُ موجودٌ في تفسيرِ البيضاوي؟
لِننظرْ!.
قال البيضاوي: " ... واخْتُلِفَ في نبوةِ ذي القَرْنَين، مع الاتفاقِ على إِيمانِه وصَلاحِه..
والسائلونَ هم اليهود، سأَلوهُ امتحاناً، أَو مشركو مكة ... ".
لم يكن الفادي أَميناً في النقل، وإِنما كان مُحَرِّفاً، ونَسَبَ إِلى البيضاويِّ
ما لم يَقُلْه، وكَذَبَ على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم.
ذَكَرَ البيضاويُّ قولَيْن في الذينَ سأَلوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذي القرنين،