وقال تعالى: (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي) .
وعَلَّق الفادي على هذا بِكلامٍ غامِض؟
قال فيه: " يَقولُ المسلمون: إِنَّ المسيحَ لما كان صَبِيّاً خَلَقَ من الطينِ طَيْرا..
ويؤمنُ المسيحيّون أَنَّ المسيحَ كلمةُ الله، وهو الذي (كُلُّ شيءٍ به كان، وبغيرِه لم يكنْ شَىءٌ مما كان) ، ولكنّهم يؤمنونَ أَنَّ المسيحَ لما تَجَسَّدَ لبثَ ثَلاثينَ سنة قبلَ أَنْ يبدأَ في الكرازةِ وعَمَلِ المعجزات ".
لم يُصرح الفادي باعتراضِه على القرآن، ولم يُوَضِّحْ ما يريدُ من كلامِه
عن المسيحِ - عليه السلام -، فما معنى جملة " كُلُّ شيء به كان، وبغيرِهِ لم يكنْ شيءٌ مما كانَ "!.
ظاهرُ هذه الجملةِ أَنَّ كُلَّ شيء في الوجودِ متعلقٌ ومرتبطٌ بعيسى - عليه السلام -، وبدونه لا يوجَدُ شيء!! وهذا من صفاتِ اللهِ الخالق، وليسَ من صفاتِ عيسى المخلوق، فهذه صورةٌ من صورِ إِشراكِ النصارى، حيثُ أَشركوا عيسى بالله في الخلقِ والقوةِ والفعلِ والتصرُّف، وكأَنَ عيسى - عليه السلام - هو المتصرفُ في الأَشياء، والقائمُ عليها، والحافظُ لها!!.
ومع ذلك اعترضَ الفادي على القرآن، وخَطَّأَهُ في إِخبارِه عن معجزةٍ
باهرةٍ لعيسى - عليه السلام -، حيث كانَ يأْخُذُ طيناً، ويَصنعُ منه تِمثالاً على شَكْلِ طائر، ثم يَنفخُ فيه، فتدبُّ فيه الروح، ويَصيرُ طائِراً حيّاً، وهذا بإِذْنِ اللهِ سبحانه ...
فاللهُ في الحقيقةِ هو الذي جَعَلَه حَيَّاً، ونفخةُ عيسى - عليه السلام - ما هي إِلّا سببٌ ماديّ، لأَنَّ المسبّبَ والخالقَ والمريدَ هو الله - عز وجل.
وبما أَنَّ القرآنَ صَرَّحَ بذلك، فإِنَّنا نؤمنُ به ونُصَدِّقُه، ونَعتبرُه معجزةً من
معجزاتِ عيسى - عليه السلام -، أَجْراها اللهُ على يَدَيْه.