وقد اعترضَ الفادي المفترِي على كلامِ القرآنِ وخَطَّاَه، واتَّهَمَه بعدمِ فهمِ

كلامِ الأَناجيل عن معجزاتِ عيسى - عليه السلام - أَمامَ الحواريين، وقصةِ " العَشاءِ الرباني " (?) .

قالَ: " لا يقولُ الإِنجيلُ إِنَّ تلامِيذَ المسيحِ طَلَبوا منه آيةً من السماء،

ولا يَقولُ إِنَّ مائدةً نزلَتْ من السماء، ولكنَّ الذين تبعوا المسيحَ ليَسْمَعوا

تَعاليمَه في البَريةِ مَكَثوا مَعَه وَقْتاً طويلاً، ولم يُرِد المسيحُ أَنْ يَصْرِفَهم

صائمين، لئلا يَخورُوا في الطريق، فأَخَذَ خَمْسَ خبزاتٍ وسَمَكَتَيْن، وبارَكَ

وكَسَّرَ، وأَطْعَمَهم جميعاً، وزادت عن الآكلين اثنتا عشرةَ قُفَّة!!.

ولعلَّ قصةَ القرآنِ عن نزولِ مائدةٍ من السماءِ، نَشَأَتْ عن عدمِ فهمِ بعضِ

آياتِ الإِنجيل (?) ، فوردَتْ في " مَتى: 26/ 20 - 29 "، و " مرقس: 14/ 17 - 25 "، و " لوقا: 22/ 14 - 20 "، و: " يوحنا: 13/ 1 - 35 "، قصةُ العشاءِ الرّبّانيّ، الذي رسَمَه المسيحُ تذكاراً لصلْبِه، فوردَ في " لوقا: 22/ 30 " (?) .

بخصوصِ مائدةِ المسيح، حيثُ قال لهم: " لتأْكُلوا وتَشْرَبوا على مائِدَتي في

ملكوتي، وتَجْلِسوا على كراسي، لتُدينوا أَسباطَ إِسرائيل الاثني عَشَرَ ".

يَعترفُ الفادي بالمائدة، التي أَكَلَ منها الحواريّون؟

بحضورِ عيسى - عليه السلام -، ويُحيلُ على الأَناجيلِ الأَربعةِ في حديثِها عنها، ويذكُرُ أَنَّ تلك المائدةَ قامَتْ على تكثير الطعامِ بين يَدَيْ عيسى - عليه السلام -، حيثُ كان معه خمسةُ أَرغفة وسمكَتان، فَدَعا اللهَ ليُبارِك فيها، فبارَكَ فيها، وتَعَشّى منها الحواريّون جميعاً " عَشاءً ربانياً "، زادَ عنهم اثْنَتا عَشْرَةَ قُفَّةً مليئةً بالطعام!.

وإِنَّ اللهَ الذي كَثَّرَ الطعامَ أَمامَ عيسى - عليه السلام - قادرٌ على إِنزالِ مائدةٍ من الطعام من السماء، ليأكلَ منها الحواريّون، فلا داعيَ لإِنكار إِنزالِ المائدةِ من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015