يوسف ومراودة نسوة المدينة

أَخبرَ اللهُ أَنَّ نسوةً في المدينةِ عَذَلْنَ امرأةَ العزيز لحبِّها فَتاها يوسف،

ومراودَتِها له، وكانت هي أَمْكَرَ منهن، حيثُ أَعَدَّتْ لهنَّ مأدبة، وأَظهرتْ لهنَّ يوسف، فلما رأَيْنَه فُتِنَّ وأُعجبنَ به، فجاهرت المرأةُ بُحبِّها له، وتصميمِها على معاشرته.

قال تعالى: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) .

واعترضَ الفادي المفترِي على ما قالَه الله، وأَنكرَه وكَذَّبه، وكانَ عنوانُ

اعتراضِه: " وليمةٌ نسائيةٌ وهمية " أَيْ لم تكنْ تلك المأدبةُ حقيقية، وإِنما كانَتْ

وهميةً متخيَّلَة، افْتَراها القرآن.

وقال في إِنكارِه وتكذيبِه: " ونحنُ نسأل: هل يُعقلُ أَنَّ زوجةَ ضابطٍ، كبير، تُهيِّئُ وليمةً خِصّيصاً، وتَدْعو سيداتِ أَشرافِ المدينة، لتُعلنَ أَمامَهنَّ غَرامَها وهيامَها بعبدِها، وتكشفَ عن وجهها بُرْقُعَ الحياء، دونَ أَنْ تخشى فضيحة؟

وكيفَ يُعْقَلُ أَنَّ النسوةَ ينشغلْنَ بجمال يوسفَ حتى يُقَطِّعْنَ أَيديهنَّ بالسكاكين من غيرِ إِحساسٍ، من شدةِ الذُّهول؟

أَليس هذا من الخيالاتِ السقيمة؟ ! " (?) .

اعتبرَ الفادي المفترِي كَلامَ القرآنِ عن المأدبةِ من الخيالاتِ السقيمة،

فهي مكذوبةٌ مختَلَقَة، واعتبرَها متناقضةً مع المنطقِ العقليِّ! فمن غيرِ المعقول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015