فبأى نعمة من نعم ربكما تكذبان؟ يصب عليكما لهب من نار ونحاس مذاب فلا تقدران على دفع العذاب النظرة العلمية:

قد يتوهم العامة من أهل عصرنا هذا عصر غزو الفضاء أن الانسان قد حقق أعظم اتجاز علمي وعملى بالصعود إلى القمر وأنه تمكن بفضل مخترعاته وأجهزته أن يسير فوق سطح القمر، وأن يحضر معه في عودته عينات من صخوره وترابه لتحليلها والتعرف على عناصرها، وظن بعض البسطاء والجهلاء بآيات القرآن أن الانسان بعمله هذا قد تمكن من النفاذ إلى أقطار السماوات وأنه حقق هذا النفاذ بسلطان العلم، والحقيقة أن هذا الزعم لا أساس له مطلقا من الصحة لان كلمة سلطان التى أولها المتأولون خطأ بمعنى سلطان العلم إنما هي في حقيقة الامر سلطان الله سبحانه وهو السلطان الآلهى الذى نفذ بقوته النبي صلى الله عليه وسلم إلى أقطار السماوات ليلة معراجه، لانه هو السلطان القاهر على إخضاع سنين الكون وقوانينه لارادة الله تعالى.

ويرى العلم الحديث في هذه القضية أن القمر الذى وصل إليه الانسان بقوة صواريخه إنما هو جرم صغير تابع للارض، وكأنما هو ضاحية قريبة من ضواحيها إذا لا يبعد عنها بأكثر من 240000 كيلومتر، فأين هذا البعد من أقطار السماوات التى يبلغ أبعاد القريب منها عن الارض بألف سنة ضوئية، مع العلم بأن الضوة يسير بسرعد 300000 كيلومتر في الثانية فكم من الكيلومترات يقطع الضوء في الدقيقة ثم في الساعة ثم في اليوم ثم في الشهر ثم في السنة أنه يقطع في السند مسافات لا تقدر بأرقامنا الحسابية وإنما هي أرقام فلكية خيالية.

ولنضرب مثلا يبين لنا استحالة الوصول إلى هذه الاقطار السحيقة أننا لو أردنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015