(وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة) (الاحقاف آية 26) (حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم) (فصلت آية 20) (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) (الاسراء 36) ويقرر العلم أن حاسة السمع تبدأ مبكرة في أداء عملها في الاسابيع القليلة الاولى بعد ولادة الطفل، أما البصر فيبدأ عمله في الشهر الثالث ولا يتم تركيز الابصار إلا بعد الشهر السادس، ودليل ذلك أن أذن الطفل تؤدى وظيفتها عقب

ولادته لانه إذا سمع صوتا شعر به وأحسه فورا وصدر عنه ما يدل على التأثر به، أما عين الطفل فإنها لا تؤدى وظيفتها إلا بعد فترة من ولادته، ودليل ذلك أنك إذا مددت يدك قريبا منها لا ترمش ولا تتحرك.

ومن روعة الاعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه يذكر الفؤاد بعد السمع والبصر لمعنى علمي دقيق أيضا وهو أن اكتساب العلم يحصل بعد الانتقال من مرحلة الادراك الحسى بالسمع والبصر إلى مرحلة الادراك العقلي، وهذه هي طريقة تعلم المعارف والخبرات وكلها تجيئ بحسب الترتيب الذى ذكره القرآن وهو الادراك الحسى أولا ثم الادراك العقلي، ودليل ذلك وأضح في أن الطفل يولد لا يعلم شيئا ثم تتوالى عليه المدركات الحسية وتتكاثر عن طريق السمع ثم اليصر فإذا ما صارت مجموعة المدركات الحسية كافية يأتي دور الفؤاد ليعقل ويعى ما أدركه الطفل منها بحواسه.

وهناك حقيقة أخرى في تقديم السمع على البصر وهو أن القرآن يذكر السمع مفردا ويذكر الابصار بصيغة الجمع وفى ذلك سر من أسرار الاعجاز أيضا لان استقبال الاذن للمسموع لا خيار للانسان فيه حيث لا حجاب يحجب وصول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015