إن القمة التي كان المنهج القرآني ينقل خطى هذه الأمة لتبلغ إليها، هي قمة التجرد للّه، والخلوص لدينه.
وقمة المفاصلة على أساس العقيدة مع كل أواصر القربى وكل لذائذ الحياة. وكان هذا يتم من خلال ما يبثه المنهج القرآني من وعي لحقيقة الفوارق والفواصل بين منهج اللّه الذي يجعل الناس كلهم عبيدا للّه وحده، ومنهج الجاهلية الذي يجعل الناس أربابا بعضهم لبعض .. وهما منهجان لا يلتقيان .. ولا يتعايشان ..
وبدون هذا الفقه الضروري لطبيعة هذا الدين وحقيقته، وطبيعة الجاهلية وحقيقتها لا يملك إنسان أن يقوّم الأحكام الإسلامية، التي تقرر قواعد المعاملات والعلاقات بين المعسكر المسلم وسائر المعسكرات. (?)