قرأ «قنبل» برفع اللام نائب فاعل «زين» و «أولادهم» بالنصب، مفعول بالمصدر وهو «قتل» و «شركائهم» بالخفض، وذلك على اضافة قتل اليه، وهي من اضافة المصدر الى فاعله.
وقرأ الباقون «زين» بفتح الزاي والياء مبينا للفاعل، و «قتل» بنصب اللام مفعول به، و «أولادهم» بالخفض على الاضافة الى المصدر، و «شركاؤهم» بالرفع فاعل «زين».
والمعنى: زين لكثير من المشركين شركاؤهم قتل أولادهم تقربا لآلهتهم، أو بالوأد خوف العار، أو الفقر (?).
تنبيه: طعن بعض القاصرين من قراءة «ابن عامر» بحجة أنه لا يجوز الفصل بين المتضايفين الا بالظرف وفي الشعر خاصة، لأنهما كالكلمة الواحدة.
واقول لهؤلاء الجاحدين هذا الكلام يعتبر لا قيمة له، واعتراض لا وجه له لأنه ورد من لسان العرب ما يشهد لصحة قراءة «ابن عامر» نثرا ونظما، فقد نقل بعض الأئمة الفصل بالجملة فضلا عن المفرد في قولهم: «غلام ان شاء الله اخيك» وقال عليه الصلاة والسلام، وهو أفصح العرب على الاطلاق: «فهل أنتم تاركو إلي صاحبي» ففصل بالجار والمجرور.
ومن الشعر قول «الأخفش»: سعيد بن مسعدة: «فزججتها بمزجة زجّ القلوص أبي مزادة» أي زجّ أبي مزادة القلوص، فالقلوص مفعول به للمصدر، وفصل به بين المضافين وهو غير ظرف.
اذا فقراءة «ابن عامر» صحيحة وثابتة بطريق التواتر حتى وصلت الينا وقد تلقيتها والحمد لله عن مشايخي بطريق صحيح.