ولقد رأيت من تمام المنفعة أن أبين أقوال النحاة في تأخير خبر ليس، وتقديمه، فقلت وبالله التوفيق:
قال «ابن مالك»:
وفي جميعها توسط ... أجز وكل سبقه دام حظر
وقال: ومنع سبق خبر ليس اصطفى.
واعلم أن «ليس» من النواسخ (?) وهي فعل على رأي جمهور النحاة، لقبولها علامات الفعل، فتدخل عليها تاء التأنيث الساكنة وتاء الفاعل، فتقول: «ليست هند مريضة» وتقول: لست، ولست، ولستما، ولستم، ولستن».
وذهب «أبو علي الفارسي» في أحد قوليه، و «أبو بكر بن شقير» في أحد قوليه أيضا الى أنها حرف.
ولكن الصواب ما عليه جمهور النحاة.
وهي ترفع المبتدأ ويسمي اسما لها وتنصب الخبر، ويسمى خبرا لها.
والأصل أن يتقدم اسمها، ويتأخر خبرها، نحو قوله تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ (?).
على قراءة من رفع الراء من «البر».
ويجوز أن يتوسط خبرها بين الفعل، واسمه، نحو قوله تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ على قراءة من نصب الراء من «البر».
ومثل قول «السموأل بن عادياء» أحد شعراء الجاهلية: