* وأما ورود «لكن» بتشديد النون وتخفيفها- في أسلوب واحد فانه يتمثل في قراءات الكلمات الآتية:
«ولكن» من قوله تعالى: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا (?).
ومن قوله تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى (?).
قرأ «ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ولكن» بتخفيف النون وإسكانها ثم كسرها تخلصا من التقاء الساكنين ورفع الاسم الذي بعدها، وذلك على أن «لكن» مخففة لا عمل لها، وهي حرف ابتداء.
ونقل عن «يونس بن حبيب» ت 182 هـ. و «سعيد بن مسعدة» المعروف بالأخفش الأوسط ت 215 هـ جواز أعمال «لكن» اذا خففت، والصحيح المنع (?).
وقرأ الباقون «ولكن» بتشديد النون وفتحها، ونصب الاسم الذي
بعدها، وذلك على إعمالها عمل «أن» مشددة النون فتنصب الاسم وترفع الخبر (?).
واعلم أن «لكن» مشددة النون حرف ينصب الاسم، ويرفع الخبر.
قال «ابن مالك» ت 672. هـ:
لأن أن ليت لكن لعل ... كأن عكس ما لكان من عمل