قال ابن مالك:

وراع ذا الترتيب الا في الذي ... كليت فيها أو هنا غير البذي

وتارة يجب تقديم الخبر على الاسم وذلك اذا كان يلزم من تأخيره عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة نحو: «علمت أن في الدار صاحبها».

أما اذا كان مفعول الخبر غير ظرف، ولا جار ومجرور، فانه لا يجوز تقديمه على الاسم. الا اذا كان المعمول ظرفا، أو جارا ومجرورا

فقد منع تقديمه قوم وأجاره آخرون وحينئذ يصح أن تقول: «علمت أن عندك زيدا جالس» «وعلمت أن بك زيدا واثق».

واذا خففت «أن» مفتوحة الهمزة بقيت على ما كان لها من العمل من نصب اسمها، ورفع خبرها، وقد اختلف النحاة في اسم «أن» المخففة:

فذهب جمهور النحاة الى أن اسمها يجب أن يكون محذوفا.

وذهب بعضهم الى أن اسمها يكون محذوفا بشرط أن يكون ضمير الشأن.

وقد يبرز اسمها وهو غير ضمير الشأن، كقول الشاعر:

فلو أنك في يوم الرخاء سألتني ... طلاقك لم أبخل وأنت صديق

المعنى: يقول رجل لزوجه: لو أنك سألتني إخلاء سبيلك قبل أحكام عقد النكاح بيننا لم أمتنع من ذلك، ولبادرت به مع ما أنت عليه من صدق المودة لي وخص يوم الرخاء لأن الانسان قد يعز عليه أن يفارق أحبابه في يوم الكرب والشدة.

ومحل الشاهد في هذا البيت قول الشاعر: «أنك» حيث خفف «أن» المفتوحة الهمزة، وبرز اسمها وهو «الكاف» وذلك قليل.

واعلم أن الاسم اذا كان محذوفا- سواء أكان ضمير شأن أم كان غيره- فان الخبر يجب أن يكون جملة يشير الى ذلك قول ابن مالك:

وان تخفف أن فاسمها استكن ... والخبر اجعل جملة من بعد أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015