«تعقلون» من قوله تعالى: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (?).
قرأ «أبو عمرو» بخلف عن «السوسي» «يعقلون» بياء الغيب (?).
على الالتفات من الخطابة الى الغيبة، اذ أن سياق الآية: وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا يقتضي الخطاب فيقال:
تَعْقِلُونَ ولكن التفت الى الغيبة لأن الاستفهام الانكاري المستفاد من قوله تعالى: أفلا يعقلون موجه الى الجاحدين وهم غيب عن ساحة الحضور، فكانت الغيبة ألزم بهذا المعنى، ولو سار الأسلوب القرآني على الخطاب لفات هذا المعنى.
«بما تعملون» من قوله تعالى: وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (?).
قرأ «شعبة» «يعملون» بياء الغيبة (?).
على الالتفات من الخطاب الى الغيبة، لأن سياق الآية من قبل في قوله تعالى: وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ (?).
يقتضي الخطاب فيقال: «تعملون» ولكن التفت الى الغيبة إشارة الى موقف المنافقين الذين تحدثت عنه السورة من أولها، وبخاصة تهكمهم وقولهم:
لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ (?) والمنافقون غيب عن ساحة الخطاب، لأن سياق الآيات من قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ الى وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ خاص بالمؤمنين، ولو سار الأسلوب القرآني على الخطاب وقال: وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ لفات المعنى المراد.