والأصل فيه نونان الأولى علامة الرفع والثانية نون الوقاية، واجتماع المثلين في فعل ثقيل، فجرى الحذف أو الإدغام فمن شدد أسكن الأولى للتخفيف ثم أدغم في الأخرى فوقع التشديد، ومن خفف حذف النون الثانية استخفافاً ولم يُدغم (?). وادَّعى بعض العلماء كما ورد في القرطبي عن أبي عمرو بن العلاء: "أن هذه القراءة لحن" (?). وأيده مكي بن أبي طالب بقوله: " الحذف بعيد في العربية، قبيح مكروه وإنما يجوز في الشعر، والقرآن لا يحتمل ذلك فيه إذ لا ضرورة تدعو إليه" (?). ولكن كثيراً من العلماء ردوا على هذا القول إذ لا مجال لتضعيف القراءة المتواترة, وممن ردوا على هذا القول أبو حيان بقوله: "قول مكي ليس بالمرضي، وقيل التخفيف لغة غطفان" (?) , وأجاز سيبويه التخفيف كما استعمل العرب حذفها في كثير من الكلام، منها:

تراه كالثغام يعل مسكا * يسوء الفاليات إذا فليني" (?)

والأصل في البيت: " فلينني".

قوله تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَاعِلُ اللَّيْلِ سَكَناً} {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً} [96]

قرأ ورش: {وَجَاعلُ اللَّيْلِ} بإثبات الألف على أنه اسم فاعل مضافاً إلى الليل وذلك وفق قوله: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ} وخفض الليل لأنه مضاف إليه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015