قال سيبويه: هاهنا هاء مضمرة، و (أن) خفيفة من الثقيلة، المعنى: (أنه غضب الله عليها)، قال الشاعر:

في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل (?)

قرأ الباقون: أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها (?).

وثمرة الخلاف:

أن الملاعنة مأمورة بأن تذكر الصيغتين في الملاعنة الخامسة، فتقول: أنّ غضب الله علي إن كان (زوجي) من الصادقين.

ومع ثبوت القراءتين تواترا فقد أمر الفقهاء بأن تنطق إحدى الصيغتين لأنها تدلّ على أختها وتجزئ عنها. وبذلك فإن تعدد القراءتين بمنزلة تعدد الآيات، بمنزلة تكرير الأمر به من المولى سبحانه.

ومن الفائدة في تعدّد القراءة تحقيق الترهيب للملاعنة، إذ اشتملت قراءة تشديد (إن) على التوكيد بوقوع الغضب، كما جاءت قراءة تخفيف (إن) لتفيد تعجيل العقوبة على الملاعنة الكاذبة، فأخبرت بأن الله قد غضب عليها فور افترائها على زوجها دون إبطاء.

وإنما فرّق بين المتلاعنين في الصيغة، فذكّر الملاعن باللعنة، وذكّر الملاعنة بالغضب، لأن المرأة هنا هي سبب الفجور ومنبعه، بإطماعها الرجل في نفسها (?)، وغضب الله والعياذ بالله أشد نقمة من اللعنة أعاذنا الله منها جميعا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015