القراءات جمع قراءة؛ من قرأ، وجرى إطلاق السلف لفظة (قراءة) للتعبير عن صنيع القرّاء في أداء نصّ القرآن المجيد.
وقرأه يقرؤه قرءا وقراءة وقرآنا، والقراءة في اللغة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته- سمي القرآن قرآنا لأنّه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد
والآيات- السور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران، واستقرأه: طلب إليه أن يقرأ، وأورد ابن منظور في اللسان عن ابن مسعود: تسمعت للقرأة فإذا هم متقارءون، أي يسمع بعضهم قراءة بعض. ولكني أرجح هنا اختيار السيوطي الذي ذهب إلى أن كلمة (قرآن) وضع إلهي، وليست اشتقاقا لغويا، ولذلك فإن الصحابة تحرجوا من جمعها على الجموع القياسية، واختاروا بدلا من ذلك كلمة: مصحف ومصاحف.
وقد وجد الاصطلاح سبيله إلى هذا المعنى اللغوي، فأصبحت كلمة قراءة إذا أضيفت إلى واحد من أعلام القرّاء تدلّ على منهج معين لهذا القارئ في التّلقي والأداء، أو في فرش بعض الحروف (?).
واشتهر من الصحابة قارئون كثير، فكان يقال: قراءة ابن مسعود، وقراءة أبيّ، وقراءة زيد بن ثابت، وقراءة أم سلمة.
ولم تكن تلك القراءات تؤدي المعنى ذاته الذي أصبحت تؤديه فيما بعد، إذ لم يكن لكل صحابي أصول وفرش ينفرد به عن إخوانه، كما أن التدوين لم ينهض بوصف اختياراتهم في سائر الآي، بل غاية ما وصلنا عنهم اختيارات في قراءة بعض الآيات، أو انتهاج بعض الأصول.