- قوله تعالى: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ [البقرة: 2/ 251].
قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب: (ولولا دفاع الله النّاس) بالألف.
وقرأ الباقون: دَفْعُ اللَّهِ مصدر من (دفع دفعا) وحجتهم أن الله عزّ وجلّ لا مدافع له، وأنه هو المنفرد بالدفع من خلقه، وكان أبو عمرو يقول (إنما الدفاع من الناس والدفع من الله)، وحجة نافع أن الدفاع مصدر من (دفع) كالكتاب من (كتب) كما قال: كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فالكتاب مصدر ل (كتب) الذي دلّ عليه قوله: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ لأن المعنى: كتب هذا التحريم عليكم، ويجوز أن يكون مصدرا ل (فاعل) تقول: (دافع الله عنك الشيء) (يدافع مدافعة ودفاعا)، والعرب تقول: أحسن الله عنك الدفاع، ومثل ذلك (عافاك الله)، ومثل (فاعلت) للواحد كثير، قال الله: قاتَلَهُمُ اللَّهُ (?) [التّوبة: 9/ 30].
جواز أن يقال: دفاع الله للناس لوجود القراءة المتواترة، وإن هذا المعنى مقرر في آيات أخرى لم تستقلّ به هذه الآية وحدها، كما في قوله سبحانه: قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.
وعليه فإن قراءة (دفاع) تأتي كالإذن بجواز إضافة ألف المفاعلة، لما حقّه أن يصدر عن الذات الإلهية وحدها، وذلك على سبيل المشاكلة والتّنبيه إلى فساد قصدهم وبطلان سعيهم.