ويتمثل القدوة الحديث القدسي: «وما تقَرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لأعطيته، ولئن استعاذتي لأعيذنه» .
الركن الثالث: الإِخلاص: وهو سر عظيم وباب دقيق والتميز به من أعظم المطالب- وهو من أولى ما ينبغي أن يُفتش عنه في الرجل المقتدى به. فيكون المقصود بالقول والعلم والعمل وجه الله عز وجل بعيدًا عن أغراض النفس وأغراض المخلوقين، بل عبودية خاضعة تمام الخضوع لله عز وجل، أمرًا ونهيًا ونظرًا وقصدًا. والمرء إذا أسلم وجهه لله وأخلص نيته لمولاه فإن حركاته وسكناته ونومه ويقظته محسوبة في مرضاة الله. بل إن النصح والِإخلاص يرقى بالعبد الضعيف العاجز إلى رتبة القادر العامل، ففي غزوة العسرة من تبوك سجل القرآن الكريم خبر هؤلاء الضعفاء