خَالِدٍ: هُوَ ابْنُ مِهْرَانَ الْحَذَّاءُ أَبُو الْمُنَازِلِ, عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةَ, وَالْجَاثَلِيقُ بَيْنَ يَدَيْهِ, وَالتُّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ، فَقَالَ عُمَرُ1: مَنْ يهدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: لَيْسَ كَذَلِكَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟، قَالَ التُّرْجُمَانُ: لَا شَيْءَ، ثُمَّ عَادَ فِي خُطْبَتِهِ، فَلَمَّا بَلَغَ: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَمَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا تَقُولُ؟، وَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوْلَا وَلْتٌ عُقِدَ لَكَ، لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ, وَاللَّهُ أَضَلَّكَ, ثُمَّ يُمِيتُكَ, ثُمَّ يدخلك النار إن شاء الله، ثم قال: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ, نَثْرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي كَفَّهِ, فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ, وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَأَهْلَ النَّارِ, وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَقَدْ كَانَ النَّاسُ تَذَاكَرُوا الْقَدَرَ, فَافْتَرَقُوا وَمَا يُنْكِرُهُ أَحَدٌ.
56 حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ, عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن