هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ، فَوَافَقْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, دَاخِلًا الْمَسْجِدَ, فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي, أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ, وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, إِنَّهُ قَدْ ظَهْرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ, وَيتَفَقَّرُونَ الْعِلْمَ. وَقَالَ الْمُعْتَمِرُ فِي حَدِيثِهِ: وَيتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ, وَيَقُولُونَ أَنْ لَا قَدَرَ, وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ.
قَالَ: فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ, فَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ, وَأَنَّهُمْ مِنِّي بَرَآءٌ، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَوْ كَانَ لِأَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ، مَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ.
ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ, مِثْلَ حَدِيثِ مُعَاذٍ.
212 حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ1 بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ, عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يَعْمُرَ, وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَا: لَقِينَا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما, فذكر [نا] 2، القدر, وما يقولون فيه،