قال شيوخ الزهد (?): ترقَّى النبي - صلى الله عليه وسلم -، في هذا الدعاء من مقام إلى مقام حتى أنتهى إلى المقام الأشرف (?). قال أولاً: (أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ) ثم قال (وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ) ثم نظر فإذا به لم يستطع، في تلك الحالة، أن يحصي متعلقات الصفات فقال (وَبِكَ مِنْكَ) فردَّ الأمر إلى الذات، فنقله الله تعالى أيضاً في مقامات الكرامات من منزلة إلى أخرى فقال له: {طهَ} يا رجل (?)، ثم قال {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} (?)، {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} (?) يا من تزمل بكسائه، وتدثر به. قُمْ إلى عبادة ربك، على معنى الملاطفة في الخطاب، وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه: (قُمْ يَا أبَا تُرَابٍ) (?). ثم نقله إلى مرتبة أخرى أشرف منها فقال: {يس} يا سيد، ولو ثبت هذا بالنقل لكان حسناً. وقال عَزَّ وَجَلَّ أيضاً: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)} (?) فأقسم