فيه، ولم يخرج إليه، ولكن الذي يصحُّ أن يقال إن شاء خرج، كما فعل النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فهي سنّة، وإن شاء دعا أيضًا في موضعه فهي سنّة.
حديث: روى زيد بن خالد الجهني (عَنِ النَّبِيِّ، - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ أَصْبحَ مِنْ عِبَادي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ) (?). إنما بوَّب مالك، رضي الله عنه، فقال الاستمطار بالنجوم (?)، وأدخل هذا الحديث في أبواب الاستسقاء لوجهين:
أحدهما: أن العرب كانت تنتظر السقيا في الأنواء فقطع النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذه العلاقة بين القلوب وبين الكواكب.
الثاني: أن الناس أصابهم القحط في زمن عمر، رضي الله عنه، فقال عمر للعباس: (كَمْ يُسْقَى لِنَوْءِ الثُّرَيَّا فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: زَعَمُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا تَعْتَرِض في الأُفُقِ سَبْعًا فَمَا مَرَّتْ حَتَّى نَزَلَ المَطَرُ) (?)، فانظر إلى عمر والعباس وقد ذكروا الثريا ونؤها وتوكّفوا (?) ذلك في وقتها، وقد بيَّنَّا معنى هذا الحديث في شرح الصحيح على الاستسقاء والذي تفتقرون إليه الآن أنّ من انتظر المطر من الأنواء على أنها فاعلة له من دون الله فهر كافر، ومن اعتقد أنها فاعلة لكن بما جعل الله فيها فهو أيضاً كافر؛ لأنه لا يصح أن يكون الخلق والأمر إلا لله كما قال تعالى {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (?) ومن انتظرها وتوكَّف المطر