خطط الإِسلام أربعة. نبوة. صديقية. شهادة. صلاح (?).
وقد بيّنا معانيها ومراتبها في كتاب المشكلين على الاستيفاء والإشارة فيه أن النبي من جاءه رسول الله بوحيه.
والصديق من صدق فعله قوله واعتقاده على الإطلاق، والصالح من سلم عمله من المفسدات وقوله من المبطلات، واعتقاده من الشبهات وإن نال عمله رحض (?) من الكدرات. وأما الشهادة فاختلف العلماء فيها على خمسة أقوال:
الأول: أنهم الذين شهد لهم بالإيمان وضمن لهم حسن الخاتمة، وهذا كقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ" (?)، وليس في الحقوق أثبت من حقٍّ شهد به النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فعيل بمعنى مفعول.
الثاني: أنه حضر يقينه معاينًا مشاهدًا على جوارحه لائمًا لغيره لأنه قال أنا مؤمن بقلبي محقق بيقيني فيصوم ويصلي ولحج ويتصدق وكلها محتملة أن تكون صدرت عن إخلاص أو لغرض، فإذا بذل نفسه وعرضها للإتلاف في أمر الله تعالى فهو دليل قطعي على صدق النية لأن الجود بالنفس أقصى غاية الجود. فعيل بمعنى فاعل.
الثالث. أنه جرى دمه على الأرض أو أُجري، والشهادة وجه (?) الأرض. فعيل مطلق أو بمعنى مفعول.
الرابع. أن الملائكة شهدته، فعيل بمعنى مفعول.
الخامس. أن دليله معه لا يفارقه، قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ أَحَدٍ يُكْلَمُ في سَبِيلِ اللِّه وَالله أَعْلَمُ بِمَن يُكْلَمُ في سَبِيلِهِ" (?) الحديث. فعيل بمعنى فاعل أو مفعول.