سواه كما قال تعالى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ} (?) يعني ملكاً، وقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} (?) يعني تشريفاً، ثم قال: {وَطَهِّرْ بَيْتِي} (?) فزاده اختصاصاً. وأما قوله "الصَّلوَاتُ للهِ" فهو بيِّن لأن العبادات كلها إنما تقع لله بالنية والقربة، والمعاصي من الله بالتقدير والحكمة حتى أن قول الكافر في الله تعالى ثالث ثلاثة تسبيح لله وتقديس له على الوجه الذي بيَّنّاه في قوله تعالى {وَإِنْ مِنْ شِيْءٍ إلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} (?) فقوله التحيات يعني السلام كما قدمناه.
وقوله: (الزَّاكِيات) يعني الأعمال النامية، وقوله: {الصَّلوَات} يعني العبادة التي هو فيها من جملة الزكيات.
تنبيه: على وهم ثبتت الرواية عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في التشهد، كما قدمناه، واستقرت ألفاظ التشهد عند جميع الأمة إلى أن جاء أبو محمَّد (?) بن أبي زيد بوهم قبيح فقال في ذكره للتشهد" وَأَنَّ محَمَّداً عَبْدهُ وَرَسُولُه أَرْسَلهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِمظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ إلى قوله وَأَنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ في الْقُبُور" (?)، وإنما أوقعه في ذلك أنه رأى الأثر في تشهد الوصية بهذه