فاطمة محرومة، ما كان وَجب لها من حقِ في تركته، وقد كانتْ أرسلت فاطمة إلى أبي بكرِ الصديق تقول له إن متَّ ورثتك ابنتك فأعطني ميراثي في أبي. فقال لها أبو بكرٍ الصديق: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا نورث ما تركنا صدقة) (?)، وقال: "لا يقتسموا (?) ورثتي دينارًا ولا درهمًا، ما تركتُ بعد نفقة عيالي ومؤنة عاملي فهو صدقة، ولكني أعول من كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوله (?)، ولم يكن للنبي - صلى الله عليه وسلم - رزق إلا مما جلبَ عليه رمحه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: مالي مما آفاءَ الله عليكم إلا الخُمس، والخُمس مردود عليكم" (?)، ولما قال هذا أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه عرفته الصحابة وأذعنت له، واحتج به عمر على العباس وعلي رضي الله عنهم بحضرة أهل الشورى، وقال: أنشدكم الله ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا نورث ما تركنا صدقة)؟ قالوا: اللهم نعم (?). وتخصّص بهذا عموم قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} (?) {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ} على قولِ من يقول إن الأمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015