الرجل وهو قائم (?) فهي مسألة عُني بها المبتدعة من نفاةِ القياسِ, لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها وأمر في الصحيح أن يستقى من شربها (?) وقد شرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو قائمُ على بعيره بعرفة (?) وأدخلَ مالك رضي الله عنه فعْل الخلفاء عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم (?)، وأدخل فعل عائشة (?) رضي الله عنها، فلا أهله - صلى الله عليه وسلم - عرفت ذلك من فعلِه ولا خلفاؤه، فكيف يلتفت إليه، فأما إنه لم يصحَّ، وإمَّا إنه كان منسوخًا، وإما كان أدبًا لمصلحة البدن فإنه إذا شربَ قائمًا مستعجلًا أضرَّ ذلك به في مجرى العادة فكان النهي لأجلهِ.
الطعام والشراب خلقة للآدمي وعادة. فأدخل مالك رضي الله عنه ما تعلق به في الحديث من ذكرٍ في أي نوع كان على معنى الجمع لأنه في كتاب الجامع، ثم بدأ بحديث البركة والمعجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن أم سليم حين جعلَ الله تعالى له قليل الطعام كثيرًا (?)