البرية. فقال: ذلك إبراهيم (?). يعني بعده على أحَدِ التأويلين. وقيلَ إنك لخير بلاد الله في اعتقادي ولي بحكم النشأة ولأجل الوطنِ ولكنه خالف هَواه اتباعاً لأمر ربه، واختياراً لما اختار الله له.
ذكر مالك حديث عمر في خروجه إلى الشام (?)، واستوفى مساقه بخلاف غيره، وإنما فعل ذلك لكثرة فوائِده، وقد تكلمنا عليه في شرح الحديث، وعدّدناها هنالك أمهاتها ست وعشرون:
الأولى: خروج الإِمام على الجيوش بنفسه دون أن يستخلف عليها أحداً من أصحابه للفوائد الخمس المعروفة في ذلك الكتاب.
الثانية: قصده إلى الثغر لتفقد أموره والإرهاب على عدوه.
الثالثة: ترك الإِمام دوحة الملك ومقر الخلافةِ خالية منه.
الرابعة: تلقي الولاة والناس له شوقًا وتعظيماً، وقد كان يفعل ذلك بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
الخامسة: توقُعه للخبر المخوفِ.