ونفسه على الله، عز وجل، أقبل، وهذا القدر الذي ألقينا إليكم قد علمته الصحابة، رضوان الله عليهم، فإنها قالت في الصحيح: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا نام لا نوقظه حتى يستيقظ لأنّا لا ندري ما هو (?) فيه فنومه - صلى الله عليه وسلم -، عن الصلاة، أو نسيانه لشيء منها لم يكن عن آفة وإنما كان بالتصرف من حالة إلى حالة مثلها ليكون لها سنة. قال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا أَنَا بَشَر مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ فَإِذَا نَسَيْتُ فَذَكِّرُوني" (?)، فبيّن الاشتراك في البشرية والنسيان وظهر الفرق في سبب ذلك بينه وبين كل إنسان.
فقه: أخَّرَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، الصلاة عند الهبوب من النوم حتى اقتادوا لأحد خمسة أوجه أو لمجموعها:
أحدهما: انتظار الأمر من الله عز وجل، كيف يكون العمل في ذلك.
الثاني: لتحرُّزٍ من العدوِّ واستشراف له.
الثالث. كراهية للبقعة التي وقعت فيها الآفة.
الرابع: ليعم الاستيقاظ والنشاط إذا رحلوا جميعهم.
الخامس: قال أصحاب أبي حنيفة: حتى يزول وقت النهي (?) عن الصلاة وفي