القانون في الطب (صفحة 1623)

إسهال مفرط طبخت مَاء الْعَسَل طبخاً أشدّ فَلَا يسهل إِلَّا قَلِيلا معتدلاً نَافِعًا والسكنجبين المعسل أَيْضا يَنْفَعهُمْ. أما فِي الصَّيف وَمَعَ عَادَة شرب المَاء الْبَارِد فممزوجاً بِالْمَاءِ الْبَارِد وَفِي الشتَاء فَيجب أَن لَا يسقوه الْبَتَّةَ وليقتصروا على المَاء الْحَار وَتَنَاول الْحَار من الْأَشْرِبَة أفضل لَهُم إِلَّا عِنْد ضَرُورَة القيظ وَشدَّة إكراب الْحر وأوفق مَا يسقون للعطش السكنجبين العسلي وَالشرَاب يَنْفَعهُمْ من أول الْأَمر وخصوصاً إِن كَانَت حمّاهم قَوِيَّة وقلما تكون وخصوصاً فِي الْمَشَايِخ وَلَا بُد لَهُم بعد الْغذَاء من شراب وَيجب عَلَيْك أَن تراعي نبض صَاحب هَذِه الْعلَّة دائمأ فَإِذا رَأَيْته أَخذ فِي الضعْف والسقوط بَغْتَة أطعمته خبْزًا مبلولاً بشراب ممزوج إِن لم يمْنَع ورم فِي الأحشاء فَإِنَّهُ إِذا قَارن هَذِه الْعلَّة لم يكن للعلاج وَجه وَلَا للرجاء مَوضِع أَعنِي إِذا حدث مثل هَذَا التَّغَيُّر فِي النبض وَهَذَا الْإِطْعَام مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ عِنْدَمَا يشْتَد الغشي وَلَكِن يجب أَن يتبع ذَلِك دلكا. وَأما الْغذَاء الَّذِي يبيتُونَ عَلَيْهِ فماء الشّعير لَا يُزَاد عَلَيْهِ إِلَّا عِنْد سُقُوط الْقُوَّة وَإِن زيد فخبز منقوع فِي جلاب أَو مَاء الْعَسَل والحمّام من أضرّ الْأَشْيَاء لهَؤُلَاء والحار والبارد جدا من الْهَوَاء فَإِن الْحَار لَا يُؤمن مَعَه سيلان الأخلاط إِلَى الرئة وَالْقلب وَإِلَى الدِّمَاغ والبارد يمْنَع نضجها وَيزِيد فِي تسديدها فَإِن كَانَ الْخَلْط فِيهِ صفراوية مَا فَإِن سهل الْقَيْء وخف كَانَ نَافِعًا جدا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ أولى بِأَن ينجح فِيهِ. علاج الْحمى الغشيية الدقيقة الرقيقة: يجب أَن يضمد صَدره بالصندل وَمَاء الْورْد وينعش بالغذاء قَلِيلا قَلِيلا وَليكن غذاؤه مثل الْخبز المنقوع فِي مَاء الرُّمَّان مبرد إِن اشتهاه وَكَذَلِكَ فِي مَاء الْفَوَاكِه وَإِن احْتِيجَ للقوة إِلَى المصوصات المتخذة من الفراريج بالخل وَمَاء الحصرم والبقول الْبَارِدَة وخصوصاً الكسفرة كَانَ نَافِعًا. تَدْبِير الليلية والنهارية: تدبيرهما تَدْبِير البلغميات لَا خلاف فِيهَا. فصل فِي الرّبع الدائرة وَتسَمى طيطراطلوس أَكثر الرّبع هِيَ الدائرة ويقل وُقُوع ربع لَازِمَة وَأما أَسبَاب الرّبع فَهِيَ مَا يُولد السَّوْدَاء ثمَّ يعفنها وَقد علمت جَمِيع ذَلِك وَعلمت أَن من السَّوْدَاء مَا هُوَ ثقل الدَّم وَمِنْهَا مَا هُوَ حراقته ورماد الأخلاط وَقد علمت أَن من ذَلِك دموياً وَمِنْه بلغمياً وَمِنْه صفراوياً وَمِنْه حراقة السَّوْدَاء الطبيعية نَفسهَا وَزعم بعض النَّاس أَن الرّبع لَا يتَوَلَّد من السَّوْدَاء الطبيعة فَإِنَّهَا لاتعفن. وَمثل هَذَا القَوْل لَا يَنْبَغِي أَن يصاخ إِلَيْهِ بل كل رُطُوبَة من شَأْنهَا أَن تعفن وَإِن تفاوتت فِي الاستعداد وَأكْثر مَا تحدث عقيب أمراض وحميات مُخْتَلفَة بعقب حمّيات متفقة لاخْتِلَاف الأخلاط الَّتِي تتولد مِنْهَا وَمن عفونتها فَإِنَّهَا إِذا ترمّدت وَلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015