القانون في الطب (صفحة 1600)

فصل: فِي ضيق نفسهم. ضيق النَّفس يعرض لَهُم إِمَّا لتشنُّج ويبس يعرض لعضل النَّفس أَو لمادة خانقة تنزل إِلَى حُلُوقهمْ. وَأما لضعف يستولي على العصب الجائي إِلَى أَعْضَاء التنفس وَالْأول يعالج بالمراهم المرطبة وَالثَّانِي بِمَا يمْنَع الخوانيق وَالثَّالِث بتعديل مزاج الدِّمَاغ وتمريخ الْعُنُق بِمَا يبرّد ويرّطب وَبِمَا يوضع على الْمعدة أَيْضا من مثل جَرَادَة القرع والحمقا والصندل بدهن الْورْد وَنَحْوه. فصل فِي شدَّة كربهم إِذا كثر الكرب بِسَبَب فَم الْمعدة وَحُصُول خلط لاذع فِيهِ فبرّد معدتهم بِمَا علمت من الأغذية وَيجب أَن يروّحوا ويضجعوا فِي مَوضِع بِقرب حركات المَاء مفروش بالأطراف والأغصان الْبَارِدَة والرياحين الْبَارِدَة من النيلوفر والورد والنضوجات الْبَارِدَة المتخذة من الْفَوَاكِه العطرة الْبَارِدَة والصندل وَكَثِيرًا مَا يَنْفَعهُمْ من كربهم الحقن الْبَارِدَة المتخفة من مَاء القرع وَالْخيَار وعصارة الحمقا وَحي الْعَالم بدهن الْورْد. فصل فِي عسر الازدراد يعرض لَهُم إِن كَانَ عسر الازدراد يعرض لَهُم وَكَانَت الْحمى مطبقة فليفصد وَيخرج الدَّم قَلِيلا وليغذ للمعاودة بالخل والخس. إِن كَانَت الشَّهْوَة فِيهَا بعض الفتق والا فليقتصر على مَاء - الشّعير وليحذر الْمُعَامَلَة وَإِن كَانَ بِهِ إعتقال فالحمول والحقن خير من المسقل من فَوق بِكَثِير. كثيرا مَا تغور حرارتهم وتبرد أَطْرَافهم وتبخر الْحَرَارَة الغائرة إِلَى الرَّأْس فلتوضع الْأَطْرَاف فِي المَاء الْحَار وَلَا يشربن المَاء الْبَارِد فَهَذَا الْقدر كَاف فِي معالجاتهم. فصل كَلَام كلي فِي الْحمى الصفراوية الحميات الصفراوية ثَلَاث: غب دَائِرَة وغب لَازِمَة ومحرقة. فالغب الدائرة إِمَّا خَالِصَة وَتَكون عَن صفراء خَالِصَة. وَإِمَّا غير خَالِصَة وَتَكون عَن عفونة صفراء غَلِيظَة الْجَوْهَر لاختلاط صفراء مَعَ بلغم اختلاطاً مازجاً موحداً وَبِذَلِك يُخَالف شطر الغبّ إِذْ كَانَ شطر الغب يُوجِبهُ مادتان متمايزتان وَهَذَا يُوجِبهُ مَادَّة وَاحِدَة هِيَ فِي نَفسهَا ممزوجة يمتزج بخارها بِشَيْء من الْبَارِد يثقل عفونته! وانحلاله ونضجه. فَلذَلِك يكون لشطر الغب نوبتان. وللغب الْغَيْر الْخَالِصَة نوبَة وَاحِدَة وَهَذِه الْغَيْر الْخَالِصَة رُبمَا طَالَتْ مُدَّة طَوِيلَة وقريباً من نصف سنة وَرُبمَا أدَّت إِلَى الترهل وَإِلَى عظم الطحال. وَأما المحرقة فمانها من جنس اللَّازِمَة إِلَّا أَن تفَاوت اشتدادها وفتورها غير محسوس وأعراضها شَدِيدَة وَالسَّبَب حمة الْمَادَّة وَكَثْرَتهَا إِذْ وُقُوعهَا بِقرب الْقلب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015